هلو صبايا كيفكم . .. .. اليوم جبت قصة من ابداعي بعنوان " بحيرة الصمت "
اتمنى تعجبكم
..........................................................
جلست احدثها وضوء قنديل هزيل يكاد يضيء الزاوية حيث تنتصب هناك بلا حراك....كنت اتسائل عما اذا كانت تراني او مجرد النظر الى عيناي سيجعلها تنفر مني...يا لقبح منظري ....ولكن ما الذي اتى بها الى هنا؟ اهو نايي الحزين احضرها؟ ام هي بحيرة الصمت تلهمها بحديث باطني ......يا لها من مخادعة .تتزين بالصمت والهدوء وبداخلها لغة عظمى تبخل علينا بها....وكم سهرت الليالي اعزف لها اجمل المقاطع ومازات تعتبرني غريب..
كان ذلك امس اما الان لست وحدي الغريب في هذا المكان..فهناك حسناء قدمت الى هنا باحثة عن شيء لا اعرفه...
حملت الناي برفق ثم بدات بعزف مقطوعة سحرية حزينة وانا اراقب عيناها الخضراوتان تبحثان عن مصدر الصوت ..مسكت قنديلها لتنير الارجاء المظلمة..فتوقفت انا عن العزف ..تسائلت بصوت ناعم رقيق :
لماذا توقفت ؟ عزفك ألهمني؟
اجبتها...انه ضوء القنديل...
مابه؟
اشعته تؤلمني في عيني ....وتوتر تركيزي...
أعادته الى مكانه ثم اردفت قائلة: اسفة ...حسبت اني وحدي في هذا المكان...
لستي وحدك.....او ربما هناك اشخاص اخرون يحجبهم الظلام قدمو لمعرفة لغة الصمت العظمى...
لا اعتقد...
لماذا؟؟
لان اليوم عيد عندهم...
عيد..!؟
نعم اليوم مجتمعون لولادة طفل جديد....
ولماذا لست معهم؟
لاني لا اؤمن بمعتقداتهم....
وماذا عساكي تصنعين ..؟
انتظر قدومهم عند بزوغ الفجر....ليقدمو قرابينهم للبحيرة ويتبركو ببركتها ...اعتقادا انها ستمنحهم مولود اخر.يا لسذاجتهم..
عجبا !! يعبدونها كانها الاه ويعتقدون انها التي بيدها كل شيء....انهم طغاة وجهلاء..ولكن لماذا تنتظريهم؟
لي شيء عندهم...
وما هو ياترى ؟
كنز عظيم..........اليوم ليس عيد بل ابشع جريمة شهدتها البشرية ..
؟؟..
اليوم سيطاح رأس..
يا الاهي ماذا تقولين !؟ الطف بنا يا رب السماء...لماذا لا يمنعهم احد ؟؟
لاننا ضعفاء.....
هم ايضا ضعفاء......القوة لله وحده...
صحيح لكنهم تناسو هذا وتطاولو على الله فزاد طغيانهم وزادت ذنوبهم...
...لكن مهلا ...رأس من سيطاح وما علاقته بالمولود؟؟
لا تسئلني انا وانما اسئل رأسها المقطوع لعله يجيبك.......مولودة في يومها الثاني تقتل ببشاعة لانها مكروهة عندهم..........لا يحق لها ان تعيش
يا رحمان يا رحيم ان هذا منكر....اعتقدت ان البشر ودعو زمن وأد البنات لاجد ان وحشيتهم ازدادت...لا ضمير لهم ....واين امها الان؟
نعم رحل ذاك الزمن..اما هنا جاء زمن اخر اكثر ظلما وعداوة ..امها امرأة ضعيفة سجنوها الليلة مع البهائم عقاب لها..
ياه لظلم البشر ........ ويا لها من حياة قاسية مشوهة.....نسيت وجودها و انهمرت في سحابة من التفكير...حيث تتصارع الازمنة والوقائع لتشكل حرب عالمية ضحيتها اناس ابرياء....
عادت من جديد تحمل القنديل توجهه ناحيتي بالكاد استطاعت رؤية عيناي بارزتان خلف العشب .....فقلت لها بصوت شبه غاضب:
ابعديه عني......
لماذا؟ أريد رؤية هذا الشخص الذي احدثه لساعات ....
انه بشع.....
لكن عيناه جميلتان...
انت تتوهمين...دعك مني واكملي حديثك...
ربما علي ان اطفئ القنديل.....
لماذا؟
ضوء الفجر على مقربة منا..
اجل كلامك صحيح.............لحظة............اتسمعين هذا الصوت؟؟
......وقع اقدام.........
انهم قادمون اذن ؟
..........نعم.....
تعالي واختبئي هنا معي...
لا يمكنني ..........حياتي ستنتهي لا محال...ربما ساحتضن صغيرتي في عالم ارحم..حياتي ستنطفئ كما انطفأ هذا القنديل لتوه...ولكن اجمل ما رأيت قبل ان اطفأه عينان ساحرتان لشخص لم اعرف قصته...ألهمني عزفه وأشعرني بالحرية ...زمن العبودية انقضى........اما هذه البلدة ملعونة منذ الازل....
اذن انتي هي تلك الام التعيسة التي سجنت الليلة في الحضيرة؟.........................................(صمت)...............................لكن كيف هربتي؟................................(صمت)...........اتعجزين عن الكلام الان !؟......................(صمت).................اين ذهبتي؟......
حل الفجر وضوئه يملا المكان....والصوت يقترب اكثر فاكثر...الى ان قدم حشد عظيم يتقدمهم عجوز ....اغمضت عيناي لوهلة وانا انصت بتمعن للعجوز وهو يتلو الدعاء ...ألقيت نظرة كان يقدم هدية للبحيرة مغطاة بثوب ابيض عليه بعض الدماء .ألقاه في البحيرة ثم رحلو جميعا....
ظللت انظر في دهشة من امري .....انتظر حدوث شيء.....فاسمع صوت يتحرك داخل البحيرة قادم من العمق....احسست بالخوف ....فاذا بي ارى يدان تنتشلان جثة الصغيرة ويختفي كل شيء في القاع...
هنا ادركت انها رمت بنفسها بالداخل ....وخلت كلماتها الحزينة تهمس في مسامعي .."لا يمكنني ..........حياتي ستنتهي لا محال...ربما ساحتضن صغيرتي في عالم ارحم..حياتي ستنطفئ كما انطفأ هذا القنديل لتوه...ولكن اجمل ما رأيت قبل ان اطفأه عينان ساحرتان لشخص لم اعرف قصته...ألهمني عزفه وأشعرني بالحرية ...زمن العبودية انقضى........اما هذه البلدة ملعونة منذ الازل...."
وظلت كلماتها تتردد مع عصف الرياح في ارجاء البحيرة و شوارع البلدة.....وظل ذلك الشخص يعزف على نايه كل ليلة ...امام جثة امراة تحضن صغيرتها .......لعلها كانت تنصت لعزفه وعلمت بقصته .....
وعندما يحل الفجر يتوقف....
البلدة أصبحت مهجورة و ملعونة..................وداخل هذه البحيرة صمت ابدي بلغة عظمى.